موجة من التفاؤل تدفع مؤشر السوق لاختراق حاجز ال10 آلاف نقطة

واصلت سوق الأسهم مسارها التصاعدي التفاؤلي الذي بدأته منتصف الأسبوع ماقبل الماضي واستطاعت أن تنهي جميع تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع قوي، محققة بذلك مستويات إيجابية للغاية في قيم المؤشرالعام وفي أسعار أسهم الشركات القيادية على مدارالأسبوع حيث استطاع المؤشر العام للسوق وعلى مدار ثمانية أيام تداول متتالية تكوين قناة صاعدة جديدة وموازية للقناة السابقة التي كان يسير بداخلها قبل حدوث موجة الانخفاض الأخيرة والتي توقفت عند مستوى 8,836.44 نقطة. وبهذا تكون السوق قد استطاعت على مدار الموجة التفاؤلية الأخيرة تحقيق ماقيمته 1,290.66 نقطة من المكاسب وهو مايمثل ارتفاعا بما نسبته 14.61 بالمائة عن مستوى إغلاق يوم الاثنين ماقبل الماضي.
وقد جاءت ارتفاعات السوق الأخيرة بدفع من عمليات شراء كبيرة ومركزة في أسهم بعض الشركات القيادية صاحبها تحسن في الحالة النفسية والانفعالية لبقية المتعاملين بالسوق والتي بدورها ساعدت كثيرا في ضخ كميات إضافية من السيولة في السوق .
كما أن تبني طريقة التعاطي الإيجابي مع السوق من قبل صغارالمتعاملين والإحجام والتوقف عن عمليات البيع غيرالمبررة التي سادت السوق خلال تعاملات الأسابيع الماضية قد ساهم كثيرا في دفع السوق للارتفاع.
هذا وقد أغلق المؤشر العام لسوق الأسهم في نهاية تداولات الأسبوع عند مستوى 10,127.10 نقطة. وبذلك يكون المؤشرالعام لسوق الأسهم قد حقق على مدار تداولات الأسبوع الماضي ارتفاعا قويا ملحوظا بلغت قيمته 942.03 نقطة وبنسبة أرتفاع بلغت 10.26 بالمائة عن مستوى إغلاق الأسبوع ماقبل الماضي. حيث كان المؤشر العام قد أغلق الأسبوع ما قبل الماضي عند مستوى 9,185.07 نقطة، بينما أغلق المؤشر في نهاية تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 10,127.10 نقطة.
كما أنه يجدر القول إنه بإغلاق مؤشرالسوق عند هذا المستوى تكون السوق قد استطاعت تقليص بعض من خسائرها التي تكبدتها منذ بداية العام إلى ماقيمته 715.14 نقطة، أي أن السوق تتداول بانخفاضا نسبته 7 بالمائة عن المستوى الذي كانت عليه في بداية هذا العام. حيث كان المؤشرالعام للسوق قد أغلق في اليوم الأول من بداية العام عند مستوى 10,842.24 نقطة، بينما أغلق المؤشرفي نهاية تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 10,127.10 نقطة. كذلك يجدرالتنويه إلى أنه بإغلاق المؤشرالعام عند هذا المستوى تكون سوق الأسهم قد قلصت من خسائرها التاريخية المتراكمة إلى مانسبته 50.92 بالمائة عن المستوى الذي كان عليه مؤشرالسوق في نهاية شهر فبراير 2006 عندما أقفل عند المستوى القياسي 20,634.86 نقطة.
أداء إيجابي
وبالنسبة لأداء السوق على مستوى القطاعات على مدارالأسبوع الماضي فقد كان أداؤها إيجابيا للغاية حيث ارتفعت جميع مؤشرات قطاعات السوق بلااستثناء وبنسب متفاوتة في الأداء على مدار الأسبوع. حيث جاء قطاع الصناعة على قائمة قطاعات السوق المرتفعة مسجلا ارتفاعا ملحوظا بما نسبته 14.81 في المائة على مدارالأسبوع، تلاه قطاع البنوك مسجلا كذلك أرتفاعا ملحوظا بمانسبته 9.06 في المائة. في حين جاء قطاع الكهرباء في المركز الثالث مسجلا ارتفاعا بمانسبته 7.40 في المائة على مدارالأسبوع. أما المراكز من الرابع حتى الثامن في قائمة قطاعات السوق المرتفعة فكانت من نصيب القطاعات التالية: الخدمات بارتفاع 5.65 بالمائة، التأمين بارتفاع 5.64 بالمائة، الأسمنت بارتفاع 5.31 بالمائة، الزراعة بارتفاع 4.67 بالمائة، فالاتصالات بارتفاع 3.35 بالمائة، على التوالي.
شركات السوق
أما فيما يتعلق بأداء السوق على مستوى ال 114 شركة المدرجة بالسوق والمتداولة أسهمها على مدارالأسبوع، فقد كان أداؤها كذلك في المجمل إيجابيا، حيث بلغ عدد الشركات التي ارتفعت أسهمها على مدارالأسبوع 103 شركات، في حين انخفضت أسهم 9 شركات، بينما لم يطرأ أي تغيّر على أسعارأسهم شركتين. هذا وقد جاءت شركة إياك السعودية للتأمين التعاوني على قائمة شركات السوق المرتفعة مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 33.10 بالمائة على مدارالأسبوع, تلتها الشركة السعودية الفرنسية للتأمين التعاوني مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 25 بالمائة على مدارالأسبوع. في حين جاءت شركة الأسماك في المركزالثالث في قائمة شركات السوق المرتفعة مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 22.20 بالمائة. أما بالنسبة لقائمة شركات السوق المنخفضة على مدارالأسبوع, فقد جاءت شركة مجموعة أنعام القابضة والتي اعيدت للتداول وفقا لشروطا خاصة على قائمة شركات السوق الخاسرة مسجلة انخفاضا بالنسبة القصوى 10 بالمائة, تلتها شركة فتيحي بنسبة انخفاض بلغت 7.70 بالمائة على مدارالأسبوع. في حين جاءت شركة ملاذ وإعادة التأمين التعاوني في المركزالثالث في قائمة شركات السوق الخاسرة مسجلة انخفاضا قدره 5.70 بالمائة على مدارالأسبوع.
كميات الأسهم المتداولة
أما بالنسبة لأداء السوق بحسب أحجام وقيم التداولات على مدارالأسبوع الماضي، فقد كان أداؤها كذلك إيجابيا، مقارنة بالأسبوع الذي قبله. حيث ارتفعت قيمة الأسهم المتداولة للأسبوع الماضي لتصل إلى أكثرمن 51 ملياراو891 مليون ريال, كذلك ارتفعت كمية الأسهم المتداولة خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى أكثر من مليار و277 مليون سهم. بينما بلغت قيمة التداولات للأسبوع ماقبل الماضي 44 ملياراو211 مليون ريال تم التداول خلالها على مليارو131 مليون سهم. بينما شهدت السوق من خلال تداولات الأسبوع الماضي انخفاضا طفيفا في عدد الصفقات التي تم إبرامها مقارنة بالأسبوع السابق, حيث بلغ عدد الصفقات التي تم تنفيذها خلال الأسبوع الماضي 1,142,293 صفقة, بينما بلغت الصفقات للأسبوع ماقبل الماضي 1,265,514 صفقة.
أنعام والخسائر
أما بالنسبة لأبرز الأحداث التي شهدها السوق خلال الأسبوع الماضي فقد كان أبرزها إعادة تداول أسهم شركة أنعام بعد 13 شهرا من التوقف الإجباري حيث تم السماح لإعادة تداول أسهم الشركة وفقا لآلية جديدة وشروط خاصة إلا أن مساهمي الشركة قد تعرضوا لأكبرخسارة موجعة ومتوقعة خلال اليوم الأول من إعادة التداول حيث هبط سعرسهم الشركة بالنسبة القصوى، ليغلق السهم عند مستوى 163.75 ريال، في حين أن سعرافتتاح السهم كان عند 181.75 ريال والذي تم تحديده من قبل هيئة السوق المالية، وذلك تناسبا مع تخفيض رأسمال الشركة من 1200 مليون ريال إلى 109 ملايين ريال.
وبذلك يكون حاملو أسهم الشركة قد خسروا 18 ريالا للسهم الواحد في أول يوم تداول ولمدة نصف ساعة فقط.
إلا أن مايجب التنويه إليه هو أن حدة الانخفاض بسعر أسهم الشركة قد جاءت بسبب أن جميع الأوامرالمدخلة من قبل حاملي أسهم الشركة تمثلت بعروض دون طلبات. الأمرالذي يتناقض تماما مع صيحات ووعود كبارمضاربي أسهم الشركة وممثليهم وتبنيهم استراتيجية لا للبيع!! إلاأنه يبدو أن بقية حاملي أسهم الشركة قد فهموا الدرس جيدا وسئموا من الوعود البراقة الكاذبة، وذلك لأنهم أدركوا جيدا أن من يتسابق على إدخال أوامرالبيع هم أنفسهم حاملو شعارات لا للبيع !!! والواقع أننا نرى أن تصرف صغار المتداولين وإقدامهم على البيع يعتبر أمرا طبيعيا جدا وفقا لأبجديات أسواق المال. حيث إنه من المتعارف عليه في أسواق المال أن قرارالبيع أو الشراء أو الاحتفاظ بأسهم شركة معينة يتحدد بناء على قناعات لدى المتعامل حول حالة ومستقبل السوق والشركة وليس بناء على وعود أوشعارات تصدر من مصادر مجهولة ولها مصالح خاصة.